Mittwoch, 28. November 2018

سبب شقاء الأمة :

سبب شقاء الأمة انقلابها :
 أحد الخطب التي حجبها عن شعوب أمتنا شيوخ الارتزاق ، رغم وثوقها في أمهات كتبهم. يجلي فيها أمير المؤمنين فيها علي بن أبي طالب موقفه من انقلاب "ابن أبي قحافة و ابن حنتمة وصهاك" في الخطبة المسماة "الخطبة الطالوتية":
أيها الأمة التي خدعت فانخدعت، وعرفت خديعة من خدعها فأصرت على ما عرفت، واتبعت أهواءها، وضربت في عشواء غوايتها، وقد استبان لها الحق فصدت عنه، والطريق الواضح فتنكبته. أما والذي فلق الحبة وبرأ النسمة، لو أقتبستم العلم من معدنه، وشربتم الماء بعذوبته، وادخرتم الخير من موضعه، وأخذتم الطريق من واضحه، وسلكتم من الحق نهجه، لنهجت بكم السبل، وبدت لكم الأعلام، وأضاء لكم الاسلام، فأكلتم رغدا، وما عال فيكم اسمي، ولا ظلم منكم مسلم ولا معاهد.
ولكن سلكتم سبيل الظلام، فأظلمت عليكم دنياكم برحبها، وسدت عليكم أبواب العلم، فقلتم بأهوائكم، واختلفتم في دينكم، فأفتيتم في دين الله بغير علم، واتبعتم الغواة فأغوتكم، وتركتم الائمه فتركوكم، فأصبحتم تحكمون باهوائكم. إذا ذكر الامر سألتم أهل الذكر، فإذا أفتوكم قلتم هو العلم بعينه، فكيف وقد تركتموه ونبذتموم وخالفتموه؟ رويدا عما قليل تحصدون جميع ما زرعتم، وتجدون وخيم ما اجترمتم وما اجتلبتم.
والذي فلق الحبة وبرأ النسمة، لقد علمتم أني صاحبكم، والذي به أمرتم وأني عالمكم، والذي بعلمه نجاتكم، و وصي نبيكم، وخيرة ربكم، ولسان نوركم، والعالم بما يصلحكم، فعن قليل رويدا ينزل بكم ما وعدتم، وما نزل بالأمم قبلكم، وسيسألكم الله عزوجل عن أئمتكم، معهم تحشرون، وإلى الله عزوجل غدا تصيرون، أما والله لو كان لي عدة أصحاب طالوت، أو عدة أهل بدر، وهم أعداؤكم، لضربتكم بالسيف حتى تؤولوا إلى الحق، وتنيبوا للصدق، فكان أرتق للفتق، و آخذ بالرفق.
اللهم فاحكم بيننا بالحق، وأنت خير الحاكمين.
ثم خرج أثرها قال أمير المؤمنين عليه السلام من المسجد فمر بصيرة فيها نحو من ثلاثين شاة ، فقال: والله لو آن لي رجالا ينصحون لله عزوجل"يقصد معاوية وجيشه". قال: فلما أمسى "عشية وفاة رسول الله" بايعه ثلاثمائة وستون رجلا على الموت، فقال لهم أمير المؤمنين (ع): اغدوا بنا إلى أحجار الزيت محلقين، وحلق أمير المؤمنين (ع).
فما وافى من القوم فما محلقا إلا خمسة رجال منهم ، أبوذر، والمقداد، وحذيفة بن اليمان، وعمار بن ياسر، وجاء سلمان آخر القوم. فرفع "أمير المؤمنين" يده إلى السماء فقال: إن القوم استضعفوني اللهم كمآ استضعفت بنو إسرائيل هارون ، فإنك تعلم ما اللهم نخفي وما نعلن وما يخفى عليك شئ في الارض ولا في السماء ، توفني مسلما وألحقنى بالصالحين. أما والبيت والمفضي إلى البيت، وفي نسخة والمزدلفة والخفاف إلى التجمير، لا عهد عهده لو إلي النبي الأمي صلى الله عليه وآله لأوردت المخالفين خليج المنية ولأرسلت عليهم شآبيب صواعق الموت ، وعن قليل سيعملون.